رسالة من المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الإمارات بمناسبة إطلاق تقرير النتائج السنوي لعام 2022
قدم عام 2022 فرصاً جديدة لفريق الأمم المتحدة القطري لتعزيز شراكته طويلة الأمد ومشاركاته الاستراتيجية في الدولة.
في ظل الاستفادة من التفويضات واسعة النطاق لكيانات الأمم المتحدة العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومعها، قدم عام 2022 فرصاً جديدة لفريق الأمم المتحدة القطري لتعزيز شراكته طويلة الأمد ومشاركاته الاستراتيجية في الدولة.
يسلط هذا التقرير الضوء على إنجازات ومساهمات الأمم المتحدة في عملها المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال إسداء المشورة رفيعة المستوى بشأن السياسات، وتقديم الدعم الاستشاري التقني، وإقامة البرامج الإقليمية والوطنية، ونشر التوعية الإنسانية. تمكّن فريق الأمم المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة من ضمان مشاركة الإمارات الكاملة في جميع مهام منظومة الأمم المتحدة، وبالتالي ضمان موقعها الاستراتيجي على مستوى العالم. ويقدم فريق الأمم المتحدة القطري المشاركة الاستشارية التقنية للأمم المتحدة بما يدعم الأولويات والرؤية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة بخبراتها ومعرفتها إقليمياً وعالمياً. ويسلط تقرير هذا العام الضوء على العديد من هذه المبادرات التي لها تأثير على دولة الإمارات وخارجها.
لقد شهدنا أيضاً تجدداً كبيراً في العلاقات الدبلوماسية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2022، عن طريق الاستفادة من معرض إكسبو 2020 الذي أقيم في بداية العام، وإعادة افتتاحه عالمياً بعد جائحة كوفيد -19. استقبلت دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 100 بعثة رسمية رفيعة المستوى تابعة للأمم المتحدة، وشاركت في العديد من الارتباطات الأممية والإماراتية والدولية. وتعزز كثافة المشاركة على هذا النحو دور دولة الإمارات في الدبلوماسية الدولية والحوار متعدد الأطراف حول القضايا الرئيسية التي تواجه المجتمع الدولي. لقد تمكنا من القيام بدور رئيسي في هذا الصدد عبر تواجدنا على أرض الواقع طوال الستة أشهر.
أقيم النصف الثاني من معرض إكسبو في بداية العام 2022، وقد أتاح ذلك لفريق الأمم المتحدة القطري الفرصة لنشر المزيد من القضايا العالمية بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة ونشر الدعوة والمناصرة لها. حيث تم تنظيم أسبوع الأهداف العالمية في إكسبو 2020 لأول مرة خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وتوسعت أنشطتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة التواصل لدينا بشكل كبير، مما أدى إلى تعزيز تواجدنا على نحوٍ ملحوظ، والتأثير حتى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تجسد ذلك أيضاً من خلال حملة تأييد الفنون لأهداف التنمية المستدامة التي أطلقناها في الإمارات العربية المتحدة، ويتم الآن تكرارها في بلدان مختلفة حول العالم.
توفر دولة الإمارات العربية المتحدة، بفضل تنوع سكانها، منصة قوية لتأييد أهداف التنمية المستدامة والتوعية لها خارج حدود الإمارات.
في عام 2022، قمنا كذلك بتوسيع حوارنا السياسي مع النظراء وأصحاب الشأن حول معالجة أزمة المناخ التي تلوح في الأفق، وطرق الاستثمار في أنظمة الاستعداد والعمل الاستباقي التي تسمح لنا باتخاذ مكانة للجهوزية والاستعداد الجيد لدولة الإمارات العربية المتحدة. فضلاً عن ذلك، تظهر أمامنا فرص لاختصار دورة الاستجابة الأولى الحالية، من خلال الاستفادة من القدرات التي توفرها البنية التحتية اللوجستية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
لقد شهدنا ارتفاعاً في الحاجة إلى المساعدة الإنسانية بنسبة 40٪ خلال العام الماضي فقط في 63 دولة حول العالم، وقد يهدد تغير المناخ بمضاعفة هذا الرقم في السنوات المقبلة، كما هو الحال في الأزمات الإنسانية في أوكرانيا وباكستان على سبيل المثال. وهذا يلقي بالمسؤولية على عاتق الأمم المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تستضيف الدولة أكبر عملية استجابة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، والتي تخدم بدورها عبئاً متزايداً واحتياجات إنسانية أكثر تعقيداً في جميع أنحاء العالم.تتجاوز تلك التحديات كل الحدود ولا يمكن حلَها إلا من خلال العمل الجماعي القوي والشراكات. وتؤدي الأمم المتحدة في الإمارات دوراً محورياً في هذا الصدد. لذلك نواصل عملنا في زيادة تواجدنا وتعزيز قدراتنا استجابةً لهذا الواقع الجديد في خدمة أكثر الفئات ضعفاً في العالم.
وفي عام 2021، تم اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP28)، مما أتاح لفريق الأمم المتحدة القطري الفرصة لتعزيز الشراكات وتنسيق الجهود بشأن العمل المناخي ودعم الأولويات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبدءاً بالمشاركة في مؤتمر COP27. كما أنَنا نغتنم الفرصة لتعزيز التحرك العالمي لمكافحة تغير المناخ ونحن في طريقنا لمؤتمر COP28 الذي سيعقد في الإمارات العربية المتحدة في أواخر عام 2023. من المتوقع أن يكون هذا أكبر تجمع للأمم المتحدة حتى الآن مما سيدفع الى تسريع وتيرة التعاون الدولي في العمل المناخي، مع نتائج متوقعة كون أنَ الإمارات العربية المتحدة شريكاً عالمياً وفعالاً في مواجهة التحديات الأكثر أهمية للبشرية في عام 2023 وما بعدها.
أنني لأشعر بالفخر حول الإنجازات التي حققها فريق الأمم المتحدة القطري في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأعلم أننا سنواصل تعزيز شراكاتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة لصالح شعب الإمارات العربية المتحدة وأولئك الذين ندعمهم بالمساعدة. وفي كلمتي الافتتاحية الأخيرة كالمنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، أود أن أشكر فريق الأمم المتحدة القطري على تعاونهم وتآزرهم وتصميمهم طوال السنوات الماضية. وأود أن أعبر عن شكري وامتناني أيضاً لفريق العمل الرائع في مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة الذي يحرص أعضائه على ترسيخ دور الأمم المتحدة في الدولة وتقديم الدعم اللازم لفريق الأمم المتحدة القطري، مما يشكل ذلك تأثيراً وصدى داخل دولة الإمارات وخارجها أيضاً.
المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة
يمكنكم العثور على تقرير النتائج السنوية لعام 2022 متوفر هنا.