كوفيد-19 يفرض إعادة التفكير في عمليات الإغاثة في أكبر مركز إنساني في العالم
هكذا استجاب فريق الأمم المتحدة القطري في الإمارات العربية المتحدة مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي لجائحة كورونا في عام 2019 وتقديم المساعدة عالميا.
مع تفشي جائحة كورونا في عام 2019، ارتقى فريق الأمم المتحدة القطري في الإمارات العربية المتحدة مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي إلى مستوى التحدي وتمكنوا من الاستجابة على الفور وتقديم الدعم للجهات المحتاجة والمجتمعات المتضررة من فيروس كورونا المستجد 2019 (كوفيد-19) على مستوى العالم. حتى الآن، لا تزال حالة الطوارئ الخاصة بكوفيد-19 تهيمن على عمليات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، حيث يتم تخصيص ثلثي الاستجابة للمساعدة في مكافحة الجائحة. عندما تحدث كارثة، تبدأ منظومة الأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات لإرسال الإغاثة في حالات الطوارئ.
كيف استجابت وكالات الأمم المتحدة في الإمارات العربية المتحدة لـجائحة كورونا؟
تمتلك منظمة الصحة العالمية مستودعًا ومكتبًا لوجستيًا في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، يتم من خلاله إرسال إمدادات الإغاثة الطبية إلى جميع المناطق الجغرافية الست التابعة للمنظمة لدعم 129 دولة. خلال أول تسعين يومًا من الجائحة، تمّ إرسال ما يقرب من 75-80% من معدات الوقاية الشخصية التي استحصلت عليها منظمة الصحة العالمية استجابةً لفيروس كوفيد-19 من مخزونات المنظمة داخل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية.
"نحن أكبر بعشرة أضعاف ما كنا عليه في عام 2018، وزادت قيمة الإمدادات بالدولار من 5 ملايين إلى 70 مليونًا،" قال روبرت بلانشارد، رئيس فريق العمليات واللوجستيات في منظمة الصحة العالمية. مضيفًا "لقد أكملنا بشكل أساسي المزيد من الشحنات إلى المزيد من البلدان عبر مناطق أكثر من أي وقت مضى."
توسعت عمليات منظمة الصحة العالمية من 2,500 متر مربع إلى ما يقرب من 10 أضعاف الحجم مع 20,000 متر مربع من البنية التحتية للتخزين داخل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية؛ تدير حاليًا وصول وإرسال أكثر من 100 طن متري في الأسبوع.
بدوره، يعمل برنامج الأغذية العالمي في دبي من خلال أكبر مستودع للاستجابة الإنسانية في شبكته العالمية، مستفيدًا من مكانة الإمارات الفريدة كبوابة لوجستية ومركز تجاري يربط بين جميع أنحاء العالم. يعمل البرنامج عن كثب مع منظمة الصحة العالمية ومنظومة الأمم المتحدة ويستخدم قدرته وخبرته اللوجستية لتوفير الاستجابة لحالات الطوارئ والخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد، مما يضمن أن تنتقل البضائع والأفراد الصحيون والإنسانيون إلى حيث تشتد الحاجة إليهم.
البنية التحتية للاستجابة العالمية
قدمت الإمارات العربية المتحدة للأمم المتحدة 7 رحلات شحن جوي في بداية الجائحة عندما تعطلت اتصالات النقل العالمية نتيجة الإغلاق. قام برنامج الأغذية العالمي وحده بتسليم 700 طن من الإمدادات المتعلقة بالصحة بقيمة 42 مليون دولار أمريكي إلى 72 دولة في الأشهر القليلة الأولى من الجائحة، بالإضافة إلى تعزيز شركاء سلسلة التوريد والمساهمات الأخرى. ونتيجة لذلك، يمكن لبرنامج الأغذية العالمي الوصول إلى ما يقرب من 80 مليون شخص في غضون 3 ساعات.
بالإضافة إلى ذلك، قامت منظمة الصحة العالمية بتأمين رحلات الطيران الخاصة (الشارتر) وتعزيز الشراكات مع حكومة دولة الإمارات ودعم الإمدادات الطبية مع شركاء الأمم المتحدة الآخرين لتحقيق أقصى قدر من كفاءة الاستجابة. على سبيل المثال، أرسلت منظمة الصحة العالمية/مركز دبي اللوجستي سلعًا صحية بقيمة 58.9 مليون دولار أمريكي إلى 116 دولة. تجاوز حجم وقيمة وعدد الشحنات وعدد البلدان وعدد المناطق المدعومة في عام 2020 مخرجات السنوات الخمس السابقة مجتمعة.
الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة
لقد هزت جائحة كوفيد-19، التي بدأت كأزمة صحية وسرعان ما تحولت إلى أزمة إنسانية واجتماعية واقتصادية، أسس مجتمعاتنا واقتصاداتنا وعرّضت الفئات الأكثر ضعفًا إلى مصاعب غير مسبوقة. نظرًا للوجود والدعم الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تستجيب وكالات الأمم المتحدة المتعددة للاحتياجات الإنسانية العاجلة لضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب.
تقوم اليونيسف، بصفتها شريك رئيسي لتسليم اللقاح ضد فيروس كورونا، بإطلاق أكبر عملية توريد لقاح في التاريخ، حيث تتنقل عبر شبكة معقدة من الخدمات اللوجستية لضمان وصول عمليات التسليم إلى وجهتها في الوقت المحدد. تلقت اليونيسف دفعة حيوية من ائتلاف الأمل الذي يتخذ من أبوظبي مقرًا له لنقل الإمدادات المنقذة للحياة إلى البلدان التي تكافح جائحة كوفيد-19 كجزء من المساهمة العينية الرئيسية لتأمين اللقاح ضد فيروس كورونا التي أعلنت عنها دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2021.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكبر مخزون عالمي لها في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي في عام 2006. يتكون المخزون من مواد غير غذائية مثل الخيم العائلية والبطانيات وأطقم المطبخ ومواد الإغاثة الأخرى. المخزون مجهز بمواد الإغاثة الأساسية لأكثر من 250,000 شخص، بالإضافة إلى مواد السلامة والأمن للعمليات الميدانية والمركبات. بدعم من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، يمكن للمفوضية توفير استجابة فورية للاحتياجات الإنسانية العاجلة للنازحين في جميع أنحاء العالم وتوفير ظروف معيشية فعالة في غضون أيام.
ماذا يحدث عندما تحصل حالة طوارئ العالمية ثانية؟
قام كونور لينون من أخبار الأمم المتحدة بزيارة مستودعات منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي وذلك ضمن حلقة Podcast من "The Lid Is On" على أخبار الأمم المتحدة، للتحدث إلى بعض المسؤولين عن تأمين الإمدادات اللازمة في أسرع وقت ممكن لأولئك الذين هم بأمس الحاجة إليها وللسؤال "ماذا يحدث عندما تحصل حالة طوارئ عالمية ثانية؟"